أبو حفص يشرح فقهيا قضية جدال زواج الرسول من عائشة وهي باقي مبلغاتش !
Le220 ــ سعد المتولي
محمد عبد الوهاب رفيقي، أو المعروف بلقب “أبو حفص”، الشيخ السلفي السابق، واللي رجع إسلامي لايت، حاول يدير واحد المقاربة دينية منطقية حول “تبرئة الدين الإسلامي من إباحة زواج القاصرات”، إنطلاقا من قصة زواج الرسول (صل) بعائشة رضي الله عنها، وهي باقي مبلغاتش.
هاد القصة كيسبحوا بها الملاحدة واللادينين، وخاصة أنهم إلى ضافوا ليها الأية 4 من سورة الطلاق، واللي حسب تفسيرهم، فإن “الدين كيحلل زواج الصغيرات قبل مايبلغو”.
على أي، ها التدوينة ديال أبو حفص كيفما نشرها فالفيس:
بغض النظر عن الاختلاف الواقع في حجية السنة في التشريع الإسلامي، والإشكالات المطروحة حول التدوين والثبوت والصحة، فإن هذه المرويات تبقى نصوصا تاريخية، وكتب الحديث هي من مصادر التاريخ، يتعامل مع ما فيها بأدوات النقد التاريخي كأي نص تاريخي، يل قد تكون أوثق من غيرها نظرا للشروط التشديدية في قبولها.
وعليه فحتى من الناحية التاريخية، ما جاء في البخاري ومسلم أقرب للوقوع والحقيقة مما جاء من روايات تاريخية في مسند الدارمي أو معجم الطبراني، وما جاء في كتب الحديث أقرب مما جاء في كتب الأدب أو حتى كتب التاريخ نفسها، لأن شروط المحدثين كانت أقوى وأكثر.
أستحضر هذا المعطى بمناسبة النقاش الدائر حول قصة زواج النبي من عائشة وهي بنت تسع سنوات، بغض النظر عن النقاش الفقهي وحكم زواج القاصر وغيره، لكن تاريخيا أرى أن محاولات ترجيح أن عمر عائشة كان 18 سنة ضعيفة، في مقابل النص التاريخي الوارد في البخاري ومسلم والذي ينص على تسع سنوات.
أعلم أن مقصد من يقول ذلك تبرئة الدين من إباحة زواج القاصرات، والملائمة بين النص الديني والواقع، لكنني أرى أن هذا الطرح ضعيف من حيث الحجة، النص في البخاري ومسلم، أي أعلى درجات الصحة عند المحدثين، ولم ينكره أحد، ونتاقله رواة الحديث والفقهاء دون نكير، فمن الصعب رد هذه الرواية فقط لأنها لا تتلائم مع حقوق الإنسان اليوم.
أما محاولات استنباط عمر عائشة من سن أختها أسماء، او بالطعن في هشام بن عروة أحد رواة الحديث، فلا أراها تقوى على رد رواية بالبخاري وغيره من كتب الحديث التي روت القصة، ولا هذا الطرح المعارض له روايات أقوى إسنادا من روايات هشام، بل إن روايات أخرى كلعب عائشة بالدمى وأعواد الخشب وهي زوجة يرجح رواية التسع.
لذلك الراجح عندي أن النص صحيح وأقرب للواقع، تيقى فقط مناقشة السياق التاريخي والثقافي والاجتماعي الذي حدثت به القصة، وبيان ضعف الاحتجاج بها وعدم صلاحيته في عصرنا الحالي حيث تحول الزواج بالقاصر إلى جريمة، لما له من آثار نفسية واجتماعية مدمرة، أما محاولة رد القصة إسناديا وتاريخيا فأعتبرها محاولة فاشلة.