اللحم غالي.. أسر مغربية تتخلى عن تناول اللحوم الحمراء بسبب الغلاء
تأثر المواطن المغربي بشكل كبير من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في السنوات الأخيرة، حيث أصبح لارتفاع الأسعار تأثيرات متعددة على مستوى الأسرة والمجتمع بشكل عام.
ووفق مجموعة من الدراسات لخبراء الاقتصاد فإن هذا التأثير جاء نتيجة لعوامل اقتصادية متعددة، مثل التضخم، وزيادة تكاليف الأعلاف، وتغيرات العرض والطلب، والأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية.
فيما يلي بعض النقاط التي توضح كيف تأثر المواطن المغربي من ارتفاع أسعار اللحوم:
زيادة في تكلفة المعيشة
ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء جعلها تشكل عبئًا إضافيًا على الأسر المغربية، خاصة الطبقات المتوسطة والضعيفة. بسبب هذه الزيادة، حيث اضطر العديد من الأسر إلى تقليل استهلاك اللحوم الحمراء أو استبدالها بأنواع أخرى من البروتينات مثل اللحوم البيضاء (الدواجن) أو البقوليات.
التحول إلى اللحوم البيضاء أو البدائل
بسبب الغلاء، هناك تحول ملحوظ نحو استهلاك اللحوم البيضاء (مثل الدواجن) التي تعتبر أقل تكلفة. الدواجن أصبحت الخيار الأكثر شيوعًا للكثير من الأسر المغربية، حيث تتراوح أسعارها بين 20 و 40 درهم للكيلوغرام الواحد. كما أن بعض الأسر تستهلك بدائل غذائية مثل الأسماك أو البقوليات (العدس، الفول، الحمص) كمصدر للبروتين.
تأثير الأعياد والمناسبات
أدت الزيادة في أسعار اللحوم إلى تغيير عادات الاستهلاك في المناسبات والأعياد. في السابق، كان من المعتاد أن يتم استهلاك اللحوم الحمراء بشكل مكثف في عيد الأضحى وفي الأيام العادية. ولكن الآن، بعض الأسر تقتصر على تناول اللحوم في المناسبات الكبرى فقط أو تتجه إلى تقليل الكميات.
الضغط على الميزانية الأسرية
في كثير من الحالات، أصبح ارتفاع أسعار اللحوم يشكل ضغطًا على الميزانية اليومية للأسر المغربية. العديد من الأسر تجد صعوبة في تأمين احتياجاتها من البروتين الحيواني بشكل منتظم، مما يؤدي إلى تغييرات في النظام الغذائي العادي.
ارتفاع الأسعار بسبب الطلب الموسمي
خلال فترات معينة مثل عيد الأضحى، يشهد المغرب زيادة كبيرة في الطلب على اللحوم الحمراء (خاصة لحوم الأضاحي). هذا الطلب الموسمي قد يتسبب في رفع الأسعار بشكل ملحوظ، مما يضغط على الأسر التي تسعى لشراء الأضاحي أو اللحوم للاحتفال. هذه الزيادات تكون أكثر وضوحًا في المناطق الحضرية.
تأثير التضخم والأزمات الاقتصادية
الارتفاعات في أسعار اللحوم تأتي في وقت يشهد فيه المغرب تحديات اقتصادية أخرى، مثل ارتفاع التضخم، زيادة أسعار المواد الأساسية (مثل الحبوب، الزيوت، والأعلاف)، وأزمات اقتصادية عالمية (مثل الأزمة الروسية-الأوكرانية التي أثرت على أسعار القمح والمواد الغذائية الأخرى). هذه العوامل مجتمعة تجعل اللحوم الحمراء أقل قدرة على الوصول إلى معظم المواطنين.
استراتيجيات الحكومة لمواجهة التأثير
في بعض الحالات، اتخذت الحكومة المغربية بعض التدابير للتخفيف من آثار هذه الزيادات على المواطنين، مثل دعم أسعار اللحوم من خلال آليات مثل الدعم المباشر للفلاحين أو برامج توزيع اللحوم بأسعار منخفضة في بعض الأسواق الشعبية. ومع ذلك، لا تزال هذه التدابير غير كافية في مواجهة الزيادات الكبيرة في الأسعار
وعليه فالمواطن المغربي تأثر بشكل كبير من ارتفاع أسعار اللحوم، مما دفعه إلى تعديل عاداته الغذائية. رغم الجهود الحكومية والمبادرات للتخفيف من حدة هذه الأزمة، لا يزال تأثير غلاء اللحوم ملموسًا، خاصة في الأسر ذات الدخل المحدود.
Le220 ــ متابعة