زومي الكاميرا.. هل النجم أشرف حكيمي ضحية مؤامرة مخطط لها من فرنسا؟
صدم أنصار المنتخب المغربي وعشاق نادي باريس سان جيرمان الفرنسي يوم الجمعة الماضي عندما وجهت تهمة الاغتصاب الى النجم أشرف حكيمي، مندهشين من هكذا اتهام لما تعرفه عن النجم المغربي من حسن الخلق، فيما أكدت محاميته أن ما حصل هو «محاولة ابتزاز»، فهل هو حقاً ضحية أم مذنب؟
عندما نقرأ كل حين وآخر عن تورط نجم كرة قدم بفضيحة أخلاقية أو جنسية، وهي في تزايد مضطرد، فان نوعاً من الشك سيساورنا، عن احتمالية تعمد التشهير بالنجوم او حتى اسقاطهم بتعمد في ارتكاب الخطأ، فعلى مدى السنوات الماضية كان أشهر من عانى من اتهامات باطلة أثبتت كذبها لاحقاً، النجم الانكليزي السابق ديفيد بيكهام، ومن بعده الاسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو وحالياً يوضع تحت الحجز في السجون الاسبانية النجم البرازيلي داني ألفيش، وكلها اتهامات بالتحرش ومحاولة الاغتصاب، وفي حين برأ الاولان فان الثالث ينتظر الحكم. ونجم آخر هو المدافع الفرنسي بنجامين ميندي حبس وحوكم في آخر سنتين الا ان تمت تبرأته من سبع تهم بالاغتصاب والاعتداء، وستعاد محامته بتهمتين، لكن في النهاية فقد مكانه في تشكيلة مانشستر سيتي، وحتى لو عاد الى الفريق فان سمعته تلطخت، عدا عن فقدانه للياقة اللعب على اعلى مستوى في أشرس دوري في العالم.
تركيزي على براءة النجوم، رغم أن هناك حالات جرمت أصحابها، على غرار حالة مهاجم مانشستر يونايتد الصاعد مايسون غرينوود الذي أسقطت تهم الاعتداء بوحشية والاغتصاب عنه، بعد تسوية مالية مع الضحية والشهود، لكن هذا لم يمنع ناديه من فتح تحقيق واستمرار تجميده عن اللعب الى حين التأكد مما حدث وليس من نطق المحكمة، لكن هناك حالات عدة بات فيها النجوم هم الضحايا بسبب اما اتهامات زائفة وادعاءات كاذبة، واما عبر التخطيط والترصد والتنفيذ للايقاع بالنجم الكروي في فخ الخطأ، ومن ثم محاولة ابتزازه مالياً، او الاخطير تشويه سمعته وبالتالي تدمير مسيرته الكروية.
وفي حالة أشرف، فان المدعين العامين استجوبوه الخميس الماضي بعد اتهامات من امرأة تبلغ من العمر 24 عاما بتعرضها للاغتصاب في منزل اللاعب في فرنسا في 25 فبراير الماضي. وقالوا إن رقابته القضائية تمنعه من التواصل مع الفتاة. ومع ذلك، فهو مخوّل بمغادرة الأراضي الفرنسية، أي ان الادعاءات ليست خطيرة، خصوصا أنه حضر تدريبات النادي في اليوم التالي. وأعلن ناديه باريس سان جيرمان دعمه له، بل أكد مدربه كريستوف غالتييه أن «الهدف أن يكون جاهزا لمباراة بايرن ميونيخ» في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال الاربعاء في ألمانيا، أي انه سيواصل التدريبات وهو ليس تحت الحجز أو الرهن.
لكن أبرز ما يوحي أن أشرف وقع ضحية تخطيط مسبق أن السيدة المدعية توجهت إلى مركز للشرطة الأحد الماضي للتبليغ عن الحادثة، لكنها لم تتقدم بشكوى. ووفقًا لمصدر بالشرطة، قالت إنها تعرفت على حكيمي في كانون الثاني/يناير على تطبيق «إنستغرام» وذهبت إلى منزله يوم السبت على متن سيارة أجرة طلبها اللاعب لاصطحابها. وادعت أن حكيمي قبّلها ولمسها من دون موافقتها قبل أن يغتصبها. وبعدها تمكنت من دفعه بعيدا، وقالت إن صديقة تواصلت معها عبر رسالة نصية، جاءت لاصطحابها. كل هذا يدل ان هناك تعمداً وتخطيطاً مسبقا لايقاع أشرف في الخطأ، فهي التي ذهبت بنفسها الى مقر اقامته وهي التي أبلغت صديقتها لاصطحابها بعد الواقعة، ما ينم على شبكة محترفة بالايقاع بالنجوم، اما بهدف الابتزاز المالي فحسب، واما تكون شبكة استخباراتية هدفها تلطيخ سمعة النجم العربي، الذي لطالما افتخر بمغربيته رغم انه من مواليد اسبانيا، ولطالما رفع علم فلسطين تأكيداً لعروبته واسلاميته في كل مناسبة، خصوصا بعد تصريحات محامية اللاعب فاني كولان التي اعتبرت أن ما حصل هو «محاولة ابتزاز»، مضيفة أنه «مخوّل الدفاع عن نفسه». وقالت: «لاحظت من جهتي أن المدعية رفضت تقديم شكوى، ورفضت الخضوع لأدنى فحص طبي أو نفسي ورفضت مواجهة أشرف حكيمي رغم أن الاتهام مبني حصريا على تصريحاتها». وتابعت: «بالإضافة إلى ذلك، يتبين من الوثائق التي بحوزة الشرطة القضائية أن السيد حكيمي كان في هذه الحالة موضوع محاولة ابتزاز». ورغم ان التحقيق الأولي الذي فتحه مكتب المدعي العام أوكل إلى قاضي تحقيق، الا ان كولان أكدت أن الاتهامات «كاذبة» وأن حكيمي «هادئ» و«تحت تصرف العدالة». فيما قالت محامية المدعية راشيل فلور باردو: «لقد أخذنا علما بقرار الاتهام. موكلتي تحافظ على كل أقوالها. لقد اختارت التحدث إلى العدالة حصريا ولا ترغب في نشر القضية، خاصة حفاظًا على سلامتها».
أي ان الامر لا يتعدى سوى كلمات تدعيها سيدة بدون أي دليل، ومع ذلك طبعت في الاذهان ان أشرف حكيمي قد يكون مذنبا في قضية جدية مثل الاغتصاب، وهو ما تهدف اليه قوى الظلام، لكن الوعي العام أصبح أكثر قوة واستدراكا من عقود سابقة.
Le220 ــ القدس العربي