وهبي: هذا هو ردي على الأصوات التي تنتقد دخولنا في التحالف الحكومي
le220 ــ عبد الله عزيزي
أثنى عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة على الأداء الحكومي لوزراء حزب الجرار داخل الاغلبية الحكومية، في معرض كلمته أمام جموع أعضاء وعضوات المجلس الوطني للحزب في دورته ال26 المنظمة صبيحة اليوم السبت، بفضاء خاص بمدينة سلا.
وقال وهبي، “وزراؤنا ككفاءات سياسية عالية، حريصة على الوفاء بكل الالتزامات التي قطعها حزبهم على نفسه أمام ناخبيه في كل القطاعات، التي تحمل فيه مناضلونا مسؤوليتهم الحكومية”.
وتابع وهبي إشادته بمنهجية عمل وزراء الحزب، قائلا: “كما أثبتوا للرأي العام الوطني أن حزب الأصالة والمعاصرة ليس ادعاء سياسيا، ولا بلاغة إيديولوجية تدغدغ عواطف العموم، إنما هو قوة سياسة مؤسساتية مسؤولة، قوة فاعلة واقتراحية”، واسترسل حديثه عن كاريزما ممثلي الحزب داخل التحالف الحكومي بقوله:” كفاءاتنا بنت نفسها بشكل متين خلال عقد من الزمن، ناضلت وتمرست في المعارضة، واليوم تبادر بالمشاريع وتسهم في الحلول داخل الحكومة. فحزبكم مشروع مجتمعي ديمقراطي، تأسس على قيم ومبادئ نبيلة وراقية، لم تزحزحه الهزات والصراعات الداخلية، وعواصف الهجومات الخارجية”.
واعتبر وهبي أن النقد الموجه لأدائنا الحكومي “إن اتفقنا جدلا على أنه نقدا” فهو مقياس على أن الحزب يبادر إلى تقديم مبادرات إصلاحية ذات اهمية لتقدم المغرب، رغم ما قد تثيره من خلافات مع بعض مكونات المجتمع”، مؤكدا بقوله: “نحن لا نرتضي أسلوب الشعبوية التي تروم إرضاء عامة الناس بالجمود وغياب المبادرة وافتقاد المواقف الصريحة، فلم نأتي للحكومة لنرضي هذا الطرف أو ذاك، بل لننجز الإصلاحات التي نراها ضرورية في المجالات التي لنا فيها مسؤوليات، ولنطبق البرنامج الحكومي الذي تعاقدنا حوله مع حلفائنا في الأغلبية”.
وزاد قائلا إن “الأصوات التي تنتقد دخولنا في التحالف الحكومي وتذكرنا بمواقفنا حين كنا حزبا معارضا للحكومة السابقة، لم يسبق لها أن كانت أصواتا مؤيدة لنا أو مناصرة لمواقعنا آنذاك، فإذا كانت مواقفنا المعارضة بالأمس تنال إعجاب هذه الأصوات فلماذا لم نسمع بالأمس مساندتها لنا؟”.
وتابع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حديثه عن حيثيات المشاركة في حكومة اقتراع الثامن من شتنبر : “إن الدخول أو الخروج من الحكومة في حياة سياسية ديمقراطية كالتي نعيش في المغرب، أمر مرهون بصناديق الاقتراع وبالقرار الشعبي الديمقراطي الذي تفرزه هذه الأخيرة”، مضيفا في نفس الشأن: “عندما شرفنا المواطن بالمرتبة الثانية الهامة في نتائج الانتخابات الأخيرة، فإنه منحنا شرعية تأشيرة الدخول للحكومة، وترجمة برنامجنا الانتخابي إلى قرارات سياسية تخدم مصالحه”. كما أكد وهبي بأن الديمقراطي لا يسمع سوى لصوت شعبه الذي يخرج من صناديق الاقتراع، لأن الانتخابات في المجتمعات الديمقراطية هي التي تصنع الوقائع السياسية وتملأ المؤسسات، وما دون ذلك فإنه لا يحدث سوى تفاصيل وسجالات سياسوية لا يأبه بها التاريخ.
ودافع وهبي عن وصف الحكومة الحالية بأنها “حكومة الإصلاحات الاجتماعية الكبرى”، وذلك باعتباره أن هذا الوصف لا يتضمن أية مبالغة أو مزايدات، مفيدا :”إنما نريد أن نشير إلى السيرورة الإصلاحية التي دشنتها هذه الحكومة منذ توليها مقاعد المسؤولية”، معللا قوله :”صحيح أنه لم تجد بعد تحسينها الكامل على أرض الواقع لأنها تحتاج إلى بناء قانوني ومؤسساتي وتنظيمي يستغرق وقتا كي يشيد، وهذا ما تستغله بعض الأصوات هنا وهناك في قنوات التواصل الاجتماعي، ملوحة بأن المغاربة لم يروا أي إصلاح في واقعهم المعيشي اليومي”.
كما أكد وهبي أن استعجال الحكومة لإظهار إصلاحاتها الاقتصادية والاجتماعية في ظرفية لازالت تعرف مواجهة تداعيات اقتصادية ومالية للحرب ضد كوفيد 19 من جهة، ويعاني فيها الاقتصاد الوطني من انعكاسات الارتفاع الصاروخي لأسعار المواد الأولية والأساسية من جراء الحرب في أوكرانيا من جهة أخرى،
(استعجال ذلك) وتوظيفه ينم عن موقف هدفه الوحيد خلق غموض في أذهان المواطنات والمواطنين حول السياسة في بلادنا، مما يزيد من تقوية ثقافة الشك والريبة إزاء المؤسسات الوطنية.